recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

خاطرة: النفس الواقفة على العتبة | عفاف حمر العين

النفس الواقفة على العتبة

للحياة وُجُوهٌ كَثِيرَةٌ، أحَدُها يُسعدنا والآخر نود لو لم يأتينا.. الأول يضحكنا والثاني يبكينا، هي هكذا.. محطاتها عديدة مفرحة حزينة صدوقة ولكنها أحيانا لعينة... هي قطار ونحن ركابه الضائعون، في غمرات اليأس منسكبون، تخدعنا المظاهر فنؤمن بالظاهر، نرى اللئيم طاهرا والكريم ذئبا قاهرا فويلا لنا وتبا علينا.

الحياة غربال واسع تهزه يد القدر فيه الأفراح والمواجع وحبوب راقصة هي نحن بنو البشر. تجمعنا أحيانا وتلم شملنا بعد ذلك تفرقنا فيزداد حنيننا... غريبة هي ولكن نحن أغرب، نحبها ونتشبث بها ونعلم أن موعد الإرتحال أقرب.. فكيف لطبعنا أن يتغير؟! نغدر ببعضنا ونكتبر، نكذب، نخون، نتباهى.. ثم نبكي دموع الندم، منا من يرجع إلى أصله يعرف قدر نفسه ويخشى جزاء ربه فيتوب عن ذنبه... أما البعض الآخر كالحجارة قساوة، لا يعرفون سوى العداوة، صم بكم عمي على قلوبهم غشاوة.

هذه هي حياتنا وهذا قدرنا.. لابد لأي إنسان تشرب معناها وولد في رحمها أن يتسنى له التعلم منها والتعبير بصدق عنها.. هي دنيا البشائر والأرزاء.. أجمل ما فيها الذكرى.. مقدسة ولكنها تضمر الغدر، تعلمنا منها أن حياتنا على شفا حفرة وأن الحب لا يباع ولا يشرى.. تعلمنا أن الوحدة تصنع النصر... ولكنها لا تعلمنا كيف نتعلم منها؟! كيف نقهر أنفسنا الأمارة كيف نحفظ الأسرار وكيف نعيد الامل بعد الخسارة.؟!؟!!
أفكر من دون جدوى، لأن الحل موجود ولكننا نأبى الصعود، بيدنا المفتاح لهذه القيود هناك.. بين السماء والأرض رب الوجود.. تبا لجهلنا بلا حدود.. أيتها النفس الواقفة على العتبة عليك بالسجود عليك بالسجود لرب رحيم غفور ودود واسع للعطاء والجود.بقلم: عفاف حمر العين

عن الكاتب

راغب بوتمجت

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

مدونة راغب معنى واسم

2016