إنتحارُ جثة
00:00 منتصف الليل
يا لهُ من عالم شجيّ.. ألا يوجد شئ واحد مفرح !!
أود الذهاب في رحلة مع الزمن، رحلة ترمي بي عند أبواب الماضي.. أهو ماض أم حاضر؟ ربما مستقبل، يا له من تسلسل زمني ممل.. تتواصل الأحداث في السيران لتلتقي عند نقطة البداية، بداية النهاية.. وتعيد الكرّة.
هل سأنجو ككل مرة؟ تساؤلات تتقافز في عقلي تكاد تصيبني بالجنون.. أم أنا مجنون؟
قال الطبيب: "لا بأس، أنت في حال أفضل". كنت قد منحتني وجه من أوجه الطمأنينة يا طبيب لكن.. بؤبؤ عيناگ لا يصرح بذلك.. نظرة اليأس سحقت ذلك الأمل سحقا.. لم أستطع إنتشال بقايا آمالي من بين حطامي.. هُزمت أمام عينيك يا طبيب.
كنت أنا وما عدتُ.. أود الصراخ أحبكم.. أود الصراخ أغيثوني من الذي أنا فيه.
صوت يجول في خاطري، يدعوني صداهُ إلى الإستسلام..
من أنت؟ "هذا أنا إنه أنت.. جانبي المظلم" أتركني وشأني يا صاح لقد أنهكتني.
الامبالاة تكاد تقتلني.. لا تهمني عقاربُ المنيّة.. يوم.. يومان أو قد تكون عشرة سنوات.
يا جراحي أظن أنّ الأجمل سيأتي.. قادمٌ من مسافة قريبة. هل أنام قليلا! ربما عندما أستيقظ سأجد وردة...
ونمتُ طويلا، لا أعلم حتى كم كانت تلك الغيبوبة.. دقيقتان !!
فتحت الأعين..لا أرى شيئا.. ساء السدفُ أكثر فأكثر.. تائه أنا أصطدم بالجدران.. لا أرى أحدا.. يخنقني العُثان.. هواجسي تحترق.
وأخيرا..نور يشق العتمة، ولكنها ليست وردة.. ولا حتى نجمة.. من عساك تكون؟؟ إنه ُذلك الصوت مجددا يقول:"إتبعني"
لن أتبعني.. لكنه الأمل الوحيد.
رويدا رويدا..إزدادت حرارة جسمي..أنسابُ خلفه.. ألحق به كشوق الطفل لأمه.. كالمغترب لوطنه..أشعر كأنه شيء مني..أحتاجهُ.
أين أنا؟ تسحبني الأرض سحباً ولا جدوى من ذلك..كأنني أطير بأرجل لا تعرف الجاذبية و لا تستجيبُ لقواعدها..من أين أتاني الحبل وكيف إستطعت إحكامه بهذا الشكل ؟ لقد كنت منهكا.
كانت تلك الشجرة التي علقتُ عليها رسائل أمنياتكِ ياابنتي. سقطت جثتي أرضا..إمتداد جسد بلا روح..أراها ولا تراني..هل أنا ميت حقا ؟ لا إنها مرحلة ما بين الحياة و الموت..مرحلة توديع الحياة..بل إنه وجع يعتصر قلبي..ندم يلتبسني..أريد التملص من هذا الجاثوم ولكن ضريحي يحتضنني شوقا.
يا جراحي نلتِ مني.. تصفيق لكِ.
) أنت العنقاءُ يا أبي..عنقاءٌ في دمي..في قلبي..أنت في قميصك الأسود..لازلت أحتفظ بگ..وستخلّد بداخلي.)
الحياة يا صديقي تترتب على جملة من الصعاب التي تسحبنا إلى الظلام والكآبة، علينا الوقوف في وجهها بكل مندا نملك من قوة ونترك الطاقات السلبية تذهب مع مجرى الرياح مع أحر التمنيات منا لها بعدم التفكيرفي العودة، نتمسك بالحياة فهي تمنح للمرء مرة واحدة، فلنعشها سعيدة والموت قضاء وقدر.
بقلم: جلمودي هديل