قصة: بقايا روح "مسكت بيتي وأخذتني إلى الطابق العلوي لأرى حبلا معلقا بالسقف ودماء منثورة على الجدران" | اية بكاي
دائما احاول استجماع قواي مجددا.. احاول أن ابني حلما قديما، أحاول أن أرمي بهمومي جانبا.. فعدم تحقق الحلم السابق داهمني!! رأيت بئـرا عميقا.. اقتربت منها ورميت فيه تشاؤمي.. نهضت باكرا لبدء يوم جديد.. حلم مديد.. وواقع مرير! تلك هي حياتنا وتلك هي أمانينا!! ,كالعادة في يوم مطير ارتديت ملابسي وفي ذهني ألف حديث وحديث، لطالما كانت الحياة كالأنثى الخائنة التي في كل يوم لها عشيق، واذ لابد علينا البحث عن سبل كي نتخلص من عشاقها الذين ينكبون طبيعة مجراها علينا، وقفت لوهلة وقلت في نفسي: سأرضى بالتعب لكنني لن أرضى باليأس أبدا والركون خائبة ورحت أسير أنسج خيوط مستقبلي اخترت لها الأمل والتفاؤل كي تكون متينة اذ لا يتسنى لليأس تمزيقها.. وبينما أنا منهمكة في المشي لفت نظري ذلك البيت الذي يوجد في آخر الحي، وما لفت انتباهي أكثر تلگ الفتاة التي قاربت العشرين على ما أظن.. حقا عيناي لم تستطع الابتعاد عنها لشدة جمالها، شعرها الأشقر وعيناها الزرقاوين وبياضها ناصعا كاد أن يخطف بصري، تقف خلف النافذة تترقب العابرين بهدوء لكنني لم ألبث هناك طويلا بل واصلت طريقي لألتفت وأراها لاتزال محدقة بي وكأنها تود أن تقول لي شيئا ما.. سرت واكملت طريقي لأعود الى منزلي بعد يوم شاق ... وفي اليوم الموالي كالعادة نهضت باكر ارتديت ملابسي بنشاط لبداية يوم جديد.. سرت متوجهة نحو دربي وفجأة تظهر أمامي عجوز مسنة.. أرعبتني بعض الشيء.. بقيت تحدق بي وقالت ابنتي: كل شيء في الدنيا تعب، إلا الموت فهو نهاية كل تعب، بدون ما تبوح باي كلمة أخرى انصرفت ناديتها لكنا لم تلتفت لي، عجبت لأمرها وبقي صدى صوتها يداعب طبل اذني.. اكملت طريقي لألمح البيت مجددا، الفضول انتابني وعجبت لأمر الفتاة فهي في كل مرة اجدها تحدق بي لوقت طويل. وصوت بداخلي يردد: اذهبي الى المنزل انها بحاجة لكي.. تجاهلته في الأول لكن فيما بعد قررت الذهاب خطوة الى الوراء وخطوة الى الأمام حتى وصلت امام الباب، طرقته للمرة الأولى لم يرد عليّ أحد وللمرة الثانية فتح الباب، لأسمع صوت خافتا رقيقا يناديني تفضلي بالدخول، دخلت كان دامس الظلام.. الفتاة العشرينية تقف في الزاوية هناك واذ بملامح وجهها تتغير شعرها الأشقر اصطبغ بالشيب وعلامات الكبر بدت على وجهها في تلك اللحظة أوشك قلبي على التوقف. لكنني استجمعت كل قواي لأبقى صامدة أمامها. وبدأت تقترب مني شيئا فشيئا وهي تردد: يا صغيرة هل ارعبتك.. انا الفتاة العشرينية، وهذا ما فعلت الحياة بي.. قتلتني وعشاقها ولعبت بجثتي ولازالت روحي عالقة ترتجي الخلاص والنوم بسلام.. لا تخافي فانت سبيل خلاصي.. تعالي لأسرد لكي قصتي. ولا تخافي مني ابدا صحيح انا الآن لست من الأحياء لكن روحي لا تؤذي الأبرياء. مسكت بيتي واخذتني الى الطابق العلوي لأرى حبلا معلقا بالسقف ودماء منثورة على الجدران وهيكل عالق بالسقف.. كانت صدمة ليس كمثلها شيء نفسي بدأ ينخفض ونبضات قلبي تسارعت. والعجوز تحدق بي.. يا صغيرتي الحكاية تبدأ من هنا من هذه الغرفة الظلماء التي كانت رفيقتي هي والوحدة التي قتلتني شيئا فشيء. كنت اجلس ساعات وساعات هنا لوحدي تحيط بي جدران الغرفة الأربعة والباب والنوافذ مغلقة اغالب دموعي في عيني والحزن يعانق كياني.
ويكويني الشوق لمحبوبي الذي فارقته مبكرا، قد كان مجرد وهم وسراب وطيشا طفوليا عابرا وكان حقيقة كذابة مرت كسحابة عابرة على فصول حياتي ولم تحدث في نفسي الا الاحزان.. أحببت وهما تخلى عني بسبب الأكاذيب... انا مذهولة بما اخبرتي؟! كيف انه وهم؟! ردت علي: اصمتي ولا تقطعي كلامي دعيني أقص لكي حكايتي حتى النهاية. كنت شابة جميلة مفعمة بالحب والأمل ماتت امي وتركتني صغيرة تزوج ابي ليموت ويتركني تحت وطأة زوجته المشعوذة التي دمرت حياة الكثير من الناس.. وعندما كبرت اصبحت عبئ على عاتقها وفي كل مرة تطبق عليا تعاويذها وارادت تزويجي لرجل غني.. وگأنها تريد ان تعقد صفقة مالية وتبيعني له.. لكنني لم أكن اريد هذا لأنني أحب شخصا آخر ا كان اسمه سليم ابن خالة امي وهو ايضا كان يحبني حب شغوف لتأتي زوجة أبي وتفرقنا بأكاذيبها وكل مرة تقول له انها ليست عذراء حتى زرعت في عقله هاته الكذبة ودمرتني وجعلته يكرهني اشد كره، أصبح لا يطيق سماع اسمي. لتمر الأيام والشهور ليصادف مسمعي خبر زواجه من امرأة ايطالية تعرف عليها عندما كان يدرس هناك تزوج بها واستقر في ايطاليا..لم احتمل الأمر ورحت الى زوجة ابي وقمت بتوبيخها فقلبي لم يعد ان يحتمل آنذاك،،واذ بأحد يضربني من الخلف حتى اغمي علي ..في اليوم الموالي استيقظت وتفاجأة بما حدث جسمي مخرب عليه جراح وثيابي ممزقة حتى وقفت امام المرآة وانا اصيح شعري محلوق ..حقا في تلك اللحظة ضعفت وخارت جميع قواي ..لم ارى امامي الا الحبل وضعته على عنقي وانا اردد اخر كلماتي. كفكف دموعك يا قلبي فقد آن الرحيل سيرحل من عشقته أمداً بعيداً وستبقى لي الذكرى زمن طويل يا خيول الحب عودي للصهيل يا حمام الشوق أبلغ من أحب: أني لا أرضى له بديل ستظل عيناي تبكيه حتى الدمعة أو أزيد ورفعت رجلي عن الكرسي وانقبضت روحي وفارقت الحياة.. تخلصت من اوجاعي من متاعبي. من آلامي. من قهر وجوادي. من حب سليم الذي زادني عذابا.. ورحلت ورحل معي كل شيء. لكن روحي مازالت عالقة هنا ولم ترقد بسلام حتى تبلغ رسالتها وانت من ستساعدها.. صمت رهيب الدم متجمد في عروقي اعطتني ورقة خط عليها بالدم هاته العبارات: صغيرة تجرعت مرارة الحرمان والقهر، وكأنما تكوّنت روحي وشُكّلت لتنسجم مع بيئتيهما وقسوتيهما، لم أتحسس ملمس الطفولة التي عاشها أقراني، فالظروف جعلتني أحرق المراحل التي تفصل بين الطفل والمسن، وأرمي طفولتي جانباً وأتقمص صورة العجوز في سن مبكرة، لتطبع السنين بصمتها على ملامح وجهي.
فحتى في الحب لم يكن لي فيه نصيب محبوب اسكنته روحي وللعهد كان خائن. انكسرت كأس احلامي بقبضة قسوته، وانسكبت الأحزان، وبلل ماء الأماني أرض الواقع القاحلة، فاجمعه الآن إن استطعت تعالت صيحة الخذلان في مسامعي، وانتشرت في جميع مفاصلي، وتمدّد الصمت في مساحات حنجرتي وانزويت بعيداً، تتقاسمني أوراقي ومعاطس أقلامي وريشة وتري، والانكسار سيّد المشهد، وفي داخلي دمعة مكبلة منذ سنين، أسمعها في داخلي تتدحرج وتقف في مفترق أنفاسي ولا تخرج. بعد رحيلي يا سليم اود ان اخبرك انني ان ياسمين طاهرة لم تخنك والأكاذيب فرقتنا والم فراقك لم احتمله فكان الانتحار سبيلي.. احبك يا سليم.. مسكت الرسالة وقالت لي هكذا سأنام بسلام اذهبي وبلغي سليم رسالتي وأخبريه الحقيقة قبلتني واعطتني خاتما وقالت لي احتفظي به واعتبريه ذكرى من روح احبت فكنتي انت سبيل خلاصها واختفت ياسمين من شدة الهول ذهبت الى منزلي ولم اخرج من غرفتي لمدة اسبوع كامل.. لكن فيما بعد قررت البحث عن سليم وحسب استفساراتي عنه فقد عاد الى القرية وزوجته ماتت وتركت له توأمين.. عندما ذهبت الى منزله طرقت الباب فتحت لي فتاة في مقتبل عمرها سألتني من فأخبرتها انني اريد ان اقابل السيد سليم. لتجيب: تريدين مقابلة والدي حسننا تفضلي. دخلت الى صالة الضيوف ليأتي سليم.. شيخ كبير ازرق العينين ابيض الوجه.. رحب بي وتبادلنا أطراف الحديث وفي منتصف الحديث ناولته رسالة ياسمين ليتفاجأة وعلامات الذهول خطت على وجهه. واذ به يباشر في قراءة الرسالة ودموعه بدأت تتهاطل وگأنها امطار طوفانيه.. يردد يا إلاهي كيف فعلت هذا اين كان ضميري.. ليتني سمعت صوت قلبي حين صرخ بداخلي.. سامحيني ياسمين فأنا عشقتك عشق المجانين لكن الحياة لعبت معنا لعبة قاسية آه تتردّد داخل أعماقي تعبّر عن حزني وعذابه، تقولها روحي قبلي، ينطقها عقلي قبل لساني، أشعر بها مدوّيهً تتغلغل داخل أركاني، آه انطقها برعشةٍ تعصف بكلّ وجداني، آه ياسمين لما فعلتي هذا.. ورفع رأسه وقال لي ابنتي.. كيف عثرتي عليها.. اجبته والدمع يذرف من عيني: كانت وحيدة.. تتكئ على جمر الآهات والتنهد والحسرة.. حتى غدا الجمر رمادا يمزقها أنين الصمت داهمتها الذكريات والأشواق تكدرت حالتها اصبحت انثى ثكلى غاصت النفس بالمواجع كسفينة غارقة في البحر فقدت النجاة أتحدث معها.. أسألها: من انت ؟!في وجهها ابتسامة حزينة عيناها غارقتان مملوءتان بالدموع.. الوجه شاحب معلن لليأس أصبح البكاء يرافقها والألم فقدت كل معاني الحياة حتى الأمل تخلى عنها اخبرتني عن قصتها
اية بكاي
فحتى في الحب لم يكن لي فيه نصيب محبوب اسكنته روحي وللعهد كان خائن. انكسرت كأس احلامي بقبضة قسوته، وانسكبت الأحزان، وبلل ماء الأماني أرض الواقع القاحلة، فاجمعه الآن إن استطعت تعالت صيحة الخذلان في مسامعي، وانتشرت في جميع مفاصلي، وتمدّد الصمت في مساحات حنجرتي وانزويت بعيداً، تتقاسمني أوراقي ومعاطس أقلامي وريشة وتري، والانكسار سيّد المشهد، وفي داخلي دمعة مكبلة منذ سنين، أسمعها في داخلي تتدحرج وتقف في مفترق أنفاسي ولا تخرج. بعد رحيلي يا سليم اود ان اخبرك انني ان ياسمين طاهرة لم تخنك والأكاذيب فرقتنا والم فراقك لم احتمله فكان الانتحار سبيلي.. احبك يا سليم.. مسكت الرسالة وقالت لي هكذا سأنام بسلام اذهبي وبلغي سليم رسالتي وأخبريه الحقيقة قبلتني واعطتني خاتما وقالت لي احتفظي به واعتبريه ذكرى من روح احبت فكنتي انت سبيل خلاصها واختفت ياسمين من شدة الهول ذهبت الى منزلي ولم اخرج من غرفتي لمدة اسبوع كامل.. لكن فيما بعد قررت البحث عن سليم وحسب استفساراتي عنه فقد عاد الى القرية وزوجته ماتت وتركت له توأمين.. عندما ذهبت الى منزله طرقت الباب فتحت لي فتاة في مقتبل عمرها سألتني من فأخبرتها انني اريد ان اقابل السيد سليم. لتجيب: تريدين مقابلة والدي حسننا تفضلي. دخلت الى صالة الضيوف ليأتي سليم.. شيخ كبير ازرق العينين ابيض الوجه.. رحب بي وتبادلنا أطراف الحديث وفي منتصف الحديث ناولته رسالة ياسمين ليتفاجأة وعلامات الذهول خطت على وجهه. واذ به يباشر في قراءة الرسالة ودموعه بدأت تتهاطل وگأنها امطار طوفانيه.. يردد يا إلاهي كيف فعلت هذا اين كان ضميري.. ليتني سمعت صوت قلبي حين صرخ بداخلي.. سامحيني ياسمين فأنا عشقتك عشق المجانين لكن الحياة لعبت معنا لعبة قاسية آه تتردّد داخل أعماقي تعبّر عن حزني وعذابه، تقولها روحي قبلي، ينطقها عقلي قبل لساني، أشعر بها مدوّيهً تتغلغل داخل أركاني، آه انطقها برعشةٍ تعصف بكلّ وجداني، آه ياسمين لما فعلتي هذا.. ورفع رأسه وقال لي ابنتي.. كيف عثرتي عليها.. اجبته والدمع يذرف من عيني: كانت وحيدة.. تتكئ على جمر الآهات والتنهد والحسرة.. حتى غدا الجمر رمادا يمزقها أنين الصمت داهمتها الذكريات والأشواق تكدرت حالتها اصبحت انثى ثكلى غاصت النفس بالمواجع كسفينة غارقة في البحر فقدت النجاة أتحدث معها.. أسألها: من انت ؟!في وجهها ابتسامة حزينة عيناها غارقتان مملوءتان بالدموع.. الوجه شاحب معلن لليأس أصبح البكاء يرافقها والألم فقدت كل معاني الحياة حتى الأمل تخلى عنها اخبرتني عن قصتها
اية بكاي