ان الظاهر منا ليس بالضرورة نحن
ما أطيب الوقت الذي تمضية في القراءة وما أجمل الساعات التي يمضيها الإنسان في الإطلاع على ذخائر العقل وكنوز المعرفة ، فتنمو معلوماته وتتسع ثقافته ،ولا سبيل إلى ذلك إلا بتقوية الصلة بالكتاب واتخاذه رفيقاً لا يفارقه . فإذا استطاع الإنسان أن ينظم أوقات القراءة ويروض نفسه على القراءة والبحث فإنه بذلك يعيش في متعة لا تعادلها متعة ، ولذة تصغر أمامها كل أمور الحياة .
مصدر إشعاع ثقافي وحضاري ، انه النافذة التي نطل من خلالها على دائرة الفنون والعلوم والثقافات ، ومن ثم كان خير جليس في الزمان كتاب لا يمل القارئ منه بل يلح في الاستزادة حتى تتسع آفاقه ومداركه ، ولعمري كم يسعد الإنسان وهو يقضي أوقات فراغه بين الكتب حيث المتعة التي لا تضارعها متعة حيث تأخذه إلى طريق المعرفة والثقافة يهتدي بهدي الأفكار الجيدة التي تجلب له النفع أو تدرأ عنه الضرر ، ولا أكون مبالغا إذا تسنى لي القول أنه احد الأسلحة الفعالة التي تجعل الإنسان يواكب مسيرة التقدم العلمي وإفرازاته ومعطياته . فلنحرص دائماً على أن نفتح عقولنا وقلوبنا للكتب ونعيش في ثناياها .
عندما يتصف المعنى وتحذف الخطايا تلقائيا أنذاك قد نجد بذرة تطل من العمق. كيان كان وراء الستار لندعكم مع الروائية الجزائرية المبدعة سلمى فداوي بروايتها
سلطانة
يقول بعض النقّاد أن العنوان إذا كان كلمة واحدة ، يكون ضعيفًا ، إلا في بعض الاستثناءات .. كان هذا العنوان أحد الاستثناءات ؛ إسم مُميز وغلاف جميل أعطيا الرواية تلك الجاذبية الشديدة التي تشعر بها حين تراها وتقرأ اسمها للمرة الأولى ..
سلطانة ..
عندما تقع في الحب، يبدوا لك العالم كلّه زاهيًا راقصًا، تسمع كل الأصوات طربًا و تعيشُ في الدقيقة ألف حلُم، وحين تحِب بصدق؛ لن ترى غير محبوبك و لن تسمع سوى صوته و سيغدوا لك العالم كله شخصه!
علياء استمدّت من إسمها علوًا ومن أبيها شموخًا ومن محيطها قوّة .. علياء من فتاة لطيفة نقية دافئة المشاعر إلى كومة من الصلابة والبرودة و التحجر والسبب! رجل.
تخيّل عزيزي القارئ أن تفيق يومًا لتجد محور حياتك اختفى بدون سبب، غادر! خان و تركك لتواجه العالم لوحدك بعدما كان عالمك.. كيف؟ لماذا! وألف لماذا !!
علياء من امرأة قوية صلبة باردة متحجرة المشاعر إلى طفلة صغيرة حالمة مجددًا و السبب! رجل..
كما يوجد رجلٌ خائن يوجد رجلٌ وفيٌّ وشهم، هاكذا أرادت كاتبتنا المتألقة سلمى فداوي أن توصل رسالة بين حروف كتابها سلطانة في رواية اجتماعية جميلة جدًا، وبكلمات بسيطة منتقاة بعناية لتصل إلى أعماق القارئ لتخاطب مشاعره و تجعله يعيش ألم ومعاناة و كآبة علياء سلطانة ڨالمة، ثم تجبرك على متابعة الوقائع بقلب شغوف لتتقصى أخبار بطلتنا وتلعن كل من يكيد لها وحتى تصيبك بعض السعادة لفرحها وكأنك أحد معارفها ..
سلطانة أثبتت مرة أخرى أن للأقلام الشابة الجزائرية مستقبل واعد، عمل محترم جدًا جاء في 11 فصل، بتعداد 227 صفحة، في كل فصل المزيد من التشويق ومع كل صفحة الكثير من الأحداث الدرامية التي تجعلك تلتهم صفحاتها بنهم..
وليد_لعقون
حساب الروائية